بسم الله الرحمن الرحيم
الداعية إلى الله
الداعية هو كل من دعا الناس إلى الدين على بصيرة مما يدعو إليه
والداعية أصلها الداعي ، والهاء فيها للتنبيه وليس للتأنيث ، والداعي إلى شيء : المرغب والحاث عليه ، فالله -جل وعلا – يقول : { والله يدعو إلى دار السلام } أي يرغب فيها ويحث عليها ، وعندما نقول : من دعا إلى هدى ؛ أي من رغب فيه وحث عليه ، والدعوة إلى الله - عز وجل - معناها شامل للإسلام كله ، يعني الترغيب في جميع محاسن الإسلام وفرائضه وشعائره وآدابه وسلوكياته ، بما يؤدي مع الحث عليها إلى التزامها ، واستجابة أمر الله - سبحانه وتعالى - فيها .
أن الدعوة إلى الله واجب شرعي كفائي ، والواجب الكفائي هو الذي إذا قام به البعض قياماً يكفي سقط عن الباقين ، فهل قام أمر الدعوة وانتظم بحيث ليست هناك حاجة ، بل قال ابن تيمية ما معنى كلامه : إن الفرض الكفائي يتوزع على الناس حتى يكون على كل واحد منهم قدرٌ هو في حقه فرض عين ، فالعالم : التعليم والدعوة في حقه فرض عين أكثر من غيره ، لكن الآخرون إعانتهم لهذا العالم وإقامتهم هو واجب عليهم ؛ حتى يؤدي دوره ، وكل يكون عليه واجب بقدر هذا ، والحاجة ماسة جداً ؛ لأن الجهل في المسلمين عظيم ، ولأن غير المسلمين الذين لم يعرفوا الإسلام كثر ، ولأن الشبهات حول هذا الدين عظيمة ، فالدعوة الحاجة إليها ماسة ، ومن لوازم هذه الدعوة أن نفهم حقيقة هذا الواقع المعاصر ، وأن نتفاعل مع الدعوة بحماسة وقوة وتصدي ومواجهة .
ليست الدعوة كلام ولا ميكروفونات فقط وإنما هي جهاد حقيقي في جميع المجالات ولنتعرف على الداعية من الواقع العملي لابد لنا من دراسة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته فهو خير داعية على وجه الأرض ولقد كانت دعوة الرسول بجانب كونها إنذار وبشارة حركية وسياسية فالحركية هي التحرك بذاته صلى الله عليه وسلم لدعم رسالة الإسلام ودين لله من إلتقاء بوفود وسفر للإتفاق على مناصرة الدعوة مع القبائل ومراسلة الملوك لدعوتهم للإسلام وتثبيت قلوب المؤمنين ومجاهدة المنافقين وترسية وإنشاء وتكوين الدولة الإسلامية هذه هي حقيقة الداعية وهذه هي حقيقة الدعوة
جهاد الداعية