أسئلة والغاز محيرة في قراءة أحداث الثورات العربية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد ابن عبد الله وعلى آل بيته الطاهرين أما بعد

أسئلة محيرة في تحليل أحداث ما يجري في عام 1432 هجرية والتي منها الثورات العربية وسوف أستعرض هذه الأسئلة واجيب على أول سؤالا بالظن لا باليقين وأترك لكم حرية التعليق

السؤال الأول :- هل ما يحدث من ثورات عربية متلاحقة هو أحداث عفوية نتيجة إحتقان الشعوب العربية

الجواب :- كلا , ودليل ذلك وجود الأسئلة المحيرة التالية

السؤال الثاني :- لماذا تقوم قناة الجزيرة والتي تعود ملكيتها لدولة قطر بنقل وقائع الثورات بالتفصيل الممل لدرجة شكر رئيس الولايات الأمريكية المتحدة لها بعد أن كانت تنصب لها العداء , ولماذا يصل الأمر إلى حد الفرحة والتحريض على ما جرى ويجري , فهل دولة قطر بمنأى عن إحتمال حدوث الثورة لديهم , أم هي دولة ديمقراطية وصل حاكمها إلى الحكم بالإنتخابات

السؤال الثالث :- هل هناك علاقة بين تغييرالفتوى لبعض العلماء وخصوصا علماء قطريين وبين ما يحدث , حيث كانت فتواهم السابقة بجواز الخروج على الحكام شريطة عدم إسالة قطرة دم واحدة , وأما الآن فهم يجيزون ويحرضون , مع العلم إنه لم يتغير الزمان ولا المكان الذي قد يجيز تغييرالفتوى , ولماذا لم يحرضوا على دولتهم قطر والتي لديها أكبر قاعدة إمريكية في العالم

السؤال الربع :- لماذا تخلت الولايات المتحدة عن أصدقائها وحلفاؤها من الحكام أهي الديمقراطية وحب الشعوب العربية

السؤال الخامس :- لماذا لم يرتفع سعر البترول لرقم قياسي رغم جثامة الأحداث

السؤال السادس :- لماذا لم نسمع عن أي مظاهرات تذكر في دولة قطر وإيران

السؤال السابع :- لماذا تشارك دولة قطر في مهاجمة ليبيا عسكريا , ونحن جميعا نعلم أنه لا يكاد يكون لها وجود في خريطة العالم , وأما مشاركة الإمارات فهي مفهومة لوجود تحالف فرنسي إماراتي موقع رسميا

السؤال الثامن :- لماذا يشتم القذافي دولة قطرعلانية دون الدول الأخرى ويحملها المسئولية لما جرى في ليبيا هل ذلك فقط لتحريض قناة الجزيرة

السؤال التاسع :- كيف وافق إتحاد الفيفا على إستضافة قطر لكأس العالم , الحدث الذي تستميت الدول الكبرى لإستضافته , حتى قال الرئيس الأمريكي أن ذلك يعد من أكبر الأخطاء

السؤال العاشر :- لماذا تصرح دول غربية بضرورة وجود إسلام ليبرالي في الدول العربية

السؤال الحادي عشر :- هل جل الشعوب العربية بهذا الغباء والسذاجة لمجابهة عتاولة الطغاة أم هناك مساندة قوية خلف هذه الثورات أو على أقل تقدير إشارة خضراء , وهل توقيت الثورات كحلقة متصلة إنفرط عقدها , حدث عفوي

السؤال الثاني عشر :- هل ما يحدث هو بعض من الثمن الذي طلبته إيران لتهدئه مشروعها النووي , وخصوصا بالنظر لما يحدث في دولة البحرين رغم موافقة الدولة على مطالب الثوار المعلنه ظاهريا

السؤال الثالث عشر :- هل مطالبة العالم ومحاصرته لإسرائيل لإقامة الدولة الفلسطينية وإعتراف عدد من الدول بها بحدود عام سبعة وستين ميلادي قبيل إندلاع الثورات بمدة بسيطة له علاقة بالأمر , وكلنا يعرف ماذا تعني حدود عام سبعة وستين

السؤال الرابع عشر :- هل هناك علاقة بين التيارات الإسلامية أو العلمانية والليبرالية وبين ما يجري من ثورات , أم هي ركوب الموجة ومحاولة الإستفادة

أسئلة كثيرة إن تفكرنا بعمق نجدها تطرح نفسها عفويا على الساحة , تجعلنا نجيب على السؤال الأول بكلا , فهل من مجيب ؟؟

ورأي الخاص :- أن العملية مؤامرة منظمة تلقت دعما عفويا من سذج الشعوب

وبغض النظر أيا كانت الإجابة عفوية أم مؤامرة , فإن في قلبي لوم شديد على العلماء الذين أجازوا الخروج على الحكام , وهم يعلمون بمعارضة الصحابة لخروج الحسين رضي الله عنه ضد توريث معاوية لإبنه يزيد , بل لم يخرج الحسين نفسه إلا عندما فعل الأسباب التي تؤكد له وجود قوة مساندة كبيرة له في الخروج وهم أهل العراق وعندما علم بتخاذل أهل العراق عن مساندته تراجع ولكن حاكم العراق عليه لعنة الله أبى إلا إذلاله وإحضاره أسيرا فرفض فكان القتال , فلماذا يتناسى من أجازماذكرعزوجل من ضرورة الإستفادة من ما حدث سابقا , مما يجعل دم الحسين لا فائدة منه بالعظة والعبرة , حيث يقول سبحانه (فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )الأعراف176, ويقول ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ) يوسف 111

والأمر الآخر فإن من الشعوب من ترى ما رأى الصحابة في مسألة خروج الحسين ضد التوريث , فكيف تخرج فئة تدعي أنها هي إرادة الشعب ولم تشاور حتى حكماء البلد وأهل الحل والعقد ثم الجهاد أومحاربة الظلم وتعرضهم لمخاطرة القتل والتشريد والتيه وعلى أقل تقديرالإضرارالشديد بمصالحهم وأرزاقهم ألا يعد ذلك ظلم لهم !!! فكيف يجيزون تغييرمنكر بإحداث منكر وقد يكون أكبر من ما يطالبون بتغييره كما حدث في ليبيا , أفلا تعقلون ؟؟

وأما من أراد الحل , فالحل هو المطالبة بالإصلاح لإقامة دين الله على أرضه والذي فيه العدل والحرية وإخراج العباد من عبادة الهوى والعباد إلى عبادة رب العباد بالحكمة والموعظة الحسنة من جبهة قوية موحدة , والمشكلة الأساسية في من يريدون الإصلاح في عصرنا " لا تخطيط ولا إتحاد " , فهاهم خرجوا بفوضى وحدثت الفوضى , فالفوضى لا تحدث إلا فوضى , ناهيك إن كانت مؤامرة فلقد استدرجوا كما تستدرج

ولو أدت الثورات العربية لما فيه خير الإسلام والمسلمين فإن هذا لا يعني أن ما حصل كان موافقا للشريعة ولهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم