|
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سورة الفاتحة والهجرة إلى الله
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
* الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ
(1-7
بسم الله الرحمن الرحيم :
تعريف بأن هناك ذات اسمه الله ومن صفاته أنه رحمن رحيم
الحمد لله رب العالمين :
الحمد لهذه الذات الذي خلق كل شيء وهو سيد كل شيء وهو رب العالمين
الرحمن الرحيم :
يكرر الله عز وجل أن من صفاته أنه رحمن رحيم ليشير عز وجل أنه خلق الخلق (رب العالمين) لرحمتهم وليتنعموا بآثار رحمته وآثار أسمائه وصفاته الأخرى , ويتلاحظ لدينا أن الحمد في أول سورة في القرآن وأول آية وكل ربع من القران بدأ بالحمد وفي بداية كل ركعة في الصلاة نبدأها بالحمد من خلال قراءة سورة الفاتحة والتي لا تصح الصلاة بدونها فكل هذا يدل على أنه أمر كبير عظيم جلل تكرم الله به على خلقه وذلك من آثار اسميه الرحمن الرحيم والجواب على سؤال لماذا نحمدك يا الله ؟ لأنه خلقنا من العدم لننعم به من خلال آثار أسمائه وصفاته والتي منها الرحمن الرحيم , ثم يقول الله عز وجل :
مالك يوم الدين :
ويعني ذلك إن الله ملك ليوم فيه حساب لخلقه , وفيه إشارة أن هناك حياة أخرى غير هذه الحياة وأن هذا النعيم مختلف عن نعيم الحياة الدنيا ولا بد لأن هناك خاسر أو رابح , فما سبيل النجاة يا الله في هذا اليوم ؟
يقول سبحانه وتعالى : إياك نعبد وإياك نستعين :
أي بتوحيده وعبادته ( الهجرة إلى الله ) , فكيف نوحدك ونعبدك يا الله
قال الله عز وجل:
اهدنا الصراط المستقيم : صراط الذين أنعمت عليهم:
, أي هناك سبيل وطريق إلى ذلك تنعمت به عليكم لذلك ادعوني بقول أهدنا له , وسبحان الله فقد يسر الله لنا هذا الدعاء من خلال قراءة القران في سورة الفاتحة تلاوة أو صلاة رحمة بنا ونكاية في إبليس , فلك الحمد يا لله وأنت سبحانك تدفعنا دفعا لدخول الجنة إلا من أبى
, ثم يقول الله عز وجل ويحذرنا أن هناك ديانتين رئيسيتين أنزلهم على عباده فقوم استحقوا غضبه الأبدي لنقضهم العهود والمواثيق التي أخذها عليهم وبتكبرهم عن الإيمان بآخر أنبيائه استكبارا أن يكون الرسول القادم من ذرية إسماعيل عليه السلام (اليهود) وقوم ضلوا بعدم إتباعهم رسولهم وإيمانهم بكل ما جاء بدينهم وحرفوا كتبهم السمواية وأضلوا من جاء بعدهم وهما ليس الصراط المستقيم وذلك إشارة إلى نسخ هاتين الديانتين بدين محمد صلى الله عليه وسلم (الإسلام) وهو خاتم الأديان وإشارة إلى أن الله عز وجل نعت كلا منهم بصفة (مغضوب عليهم / وضالين) وإذا كان الله عز وجل يقول عنهم ذلك فكيف لانقول نحن عنهم ذلك بل نقول ولكن نغفل عما نقول وبذلك تسقط كل دعوة لوحدة الأديان أو عدم التفريق بينها أو عدم كرههم فكيف لا نكره من غضب الله عليهم وكيف لا نكره الضللال ,ولاحظ الترتيب التاريخي في الآيات فلم يقدم النصارى على اليهود , وبهذا يشير الله عز وجل إلى أن صراطه الذي تكرم به وأنعم به , ليس هو دين اليهود ولا دين النصارى وبهذا يكتمل الحمد بأن الله خلقنا لننعم به ونعبده وخصنا بخاتم أنبيائه وبأفضل شرائعه الشريعة الإسلامية ولم يجعلنا من الضالين ولا من المغضوب عليهم , ولقد خص جلنا بأن تنعم علينا بأبوين مسلمين وكم من إنسان ولد من أبوين يهوديين أو مسيحيين أو ملحدين فالحمد لله رب العالمين عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته...
أوبعد كل هذه النعم لا نهاجر إلى الله ؟؟!!!!
فيا سعادة من هاجر الهجرة الصحيحة ( الصراط المستقيم ) ويا شقاوة من اعرض عنها .
كتبه :- مروان بن عبد الفتاح رجب
|